كيفية رعاية طوائف النحل في فصل الشتاء

رعاية طوائف النحل في فصل الشتاء

النحل حشرات دائبة الحركة حتى في فصل السكون و الراحة تتغذى على العسل المخزون في خلاياها لاستمرار حياتها و توليد الحرارة اللازمة لدفئ خليتها و نمو حضنتها و فقس بيض ملكتها و كلما اشتد البرد زاد استهلاك النحل للعسل لتوليد الطاقة اللازمة للتدفئة فتلتف الطائفة حول بعضها على هيئة كتلة تعرف باسم كلوستر في الأقراص الوسطى من الخلية و تعمل على رفع درجة الحرارة و يحيط بسطح هذه الكتلة مجموعة أخرى من النحل تعمل على حفظ الحرارة و منع تسربها خارج الكتلة و تصبح هذه الكتل أكثر التصاقا و اندماجا كلما انخفضت الحرارة لتقلل من مساحة حجمها الخارجي لأن النحل لا يتصف بظاهرة السكون الشتوي التي توجد في معظم الحشرات و كلما ازداد المجهود ال\ي يبذله النحل كلما قصر عمره و بذلك يرتفع عدد النحل الهالك فتواجه الطائفة معركة عنيفة مع برد الشتاء تستميت لكسبها و اجتياز هذا الفصل بسلام
لذلك لا بد من اتخاذ أعمال الوقاية الضرورية لتمكين الطوائف من المحافظة على قوتها و تجاوز فصل الخمول للدخول الى فصل النشاط و الفيض و هي قوية معافاة فبالاضافة الى الاجراءات المتخذة سابقا في فصل الخريف يعمل المربي لتشتية طوائفه بشكل حسن على توفير ما يلي:

1.  التدفئة:

التدفئة ضرورية لطوائف النحل شتاء لحمايتها من خطر الموت المحقق عند انخفاض درجات الحرارة فتبقى الطائفة قوية متماسكة و لتوفير استهلاك الغذاء الضروري لتوليد الحرارة التي تحمي أفراد الطائفة و من أجل ذلك نتخذ الاجراءات التالية:
*وضع قاعدة الخلية على الارتفاع الشتوي لتضييق المسافة بين الاطارات و القاعدة و بذلك نقلل من مجرى الهواء
* تضييق فتحة باب الخلية بحيث لا تزيد فتحته على ثلاثة ميليمترات لحماية الخلية من دخول الهواء اليها بكثرة
* تفتح الخلية و تزال منها الأقراص غير المحتوية على النحل من الجانبين و ترسل الى المستودع لتبخيرها و خزنها و يوضع الحاجز الجانبي لمنع اتصال النحل بالفراغ الجانبي الذي أخلي من الاطارات و يملأ هذا الفراغ بوسائد من القش أو التبن ليكون عازلا و حافظا لحرارة الخلية
* وضع قطعة قماش سميكة من قماش الخيم بين الغطاء الداخلي و الخارجي للخلية لتقليل مرور الهواء بين الاطارات
* نقل الخلايا بالطرق المعروفة عن مناطق هبوب الرياح أو وضع مصدات للرياح و ازالة المظلات الصيفية لتصل أشعة الشمس مباشرة الى الخلايا
* وقاية الخلية من المطر كان يكون غطاؤها الخارجي على شكل مثلث مقلوب مصفح بالتوتياء يبرز بمقدار بسيط على جدران الخلية لانصباب الماء الى الخارج
و يجب امالة الخلية قليلا الى الأمام بوضع قطعة من البلاط تحت القائمتين الخلفتين ليسيل الماء الى الخارج فيما لو تسرب اليها و هذا يتطلب أن تكون الخلية محكمة الأجزاء خالية من الشقوق أو التصدعات و أن يوضع ثقل مناسب على غطائها الخارجي
*في حالة تشتية الخلايا في العراء تقرب الخلايا من بعضها و يوضع حولها أكياس من القش أو قش بدون أكياس أو حصلر بينها أو فوقها لحمايتها من البرد و تيارات الهواء
* أما اذا توفر المسكن الملائم في المنحل و نوافذه كبيرة عريضة متجهة نحو الشمس فالأفضل نقل الخلايا اليه لتمضية فصل الشتاء على أن تظل النوافذ مفتوحة لتوفير التهوية الحسنة و الضرورية في كل الحالات
*تقليل عمليات الكشف على الخلايا في الشتاء البارد بحدود مرة كل ثلاثة الى أربعة أسابيع على أن يراعي الظرف الجوي بشكل جيد الا في الحالات الطارئة كأن يلاحظ النحال ظاهرة غير طبيعية على الخلية
*ضم الطوائف الضعيفة الى أخرى متوسطة اذا وجد ذلك أثناء الكشف لمساعدة كليهما على مقاومة الشتاء القاسي و تجاوزه بسلام
و النحل الذي ينال قسطا وافرا من الوقاية أثناء الشتاء يبدأ عملية التكاثر مبكرا حال تحسن حرارة الجو مما يعود بالفائدة العظيمة على الطائفة و ربها لأن ذلك ينعكس على نشاط  انحل المبكر في فصل الربيع و يستمر الى موسم الفيض

2.  التغذية:

الغذاء الضروري جدا في فصل الشتاء حيث تنعدم مصادر الرحيق و حبوب اللقاح و يلجأ النحل عادة للتغذي على ما اختزنه من عسل و حبوب لقاح في الأحوال الطبيعية
أما عند قلة المخزون من العسل و حبوب اللقاح فانه يصبح لزاما على النحال تغذية طوائفه على الأغذية الصناعية لاستمرار حياة طوائف نحلة
أ‌)      التغذية الطبيعية:
يعتبر وجود الغذاء الطبيعي في فصل الشتاء شرطا أساسيا في التربية السليمة حيث يجمع النحل غذائه بنفسه و يخزنه في الأقراص الشمعية و يفضل عند فرز العسل في أواخر الصيف و بدايات الخريف أن يجعل بالحسبان ابقاء غذاء للطائفة يكفيها فصل الشتاء و تقدر الكمية عادة بسبعة كيلوغرامات للخلية الواحدة أو ثلاثة أقراص شمعية ملآمة بالعسل الناضج المقفل
و يحذر من تقديم العسل غير الناضج أو غير المغطى بالأغطية الشمعية الرقيقة لاحتوائه على نسبة عالية من الماء  و لأنه يسبب للنحل مرض الاسهال الدايزانتاريا
أما في حالة قلة المرعى و عدم قدرة النحل على تخزين ما يكفي حاجاته خلال فصل الشتاء أو لعدم ترك المربي ما يكفي من العسل لبيعه طمعا في ثمنه فلا بد عندئذ من تقديم الغذاء الصناعي اللازم
2 التغذية الصناعية:
و هي تقديم الغذاء اللازم للنحل من مواد سكرية و مواد بروتينية شبيهة الى حد ما بتلك التي تتغذى عليها طبيعيا و هذا يعني أن هناك نوعين من التغذية: السكرية و البروتينية
التغذية السكرية:
يشترط في حال التغذية بالمواد السكرية أن تكون المحاليل المقدمة بصورة عالية التركيز ليقل ماؤها و رطوبتها و بالتالي تقل فضلاتها كي لا يضطر النحل لمغادرة خلاياه للتخلص من هذه الفضلات
و تنقسم التغذية بالمواد السكرية الى قسمين: المعاجين و المحاليل
أما المعجون المركز كاندي فهو على نوعين:
كاندي العسل و يصنع من عسل نقي يخلط مع مسحوق السكر بالتخسين لدرجة ثمانين مئوية حتى تنحل أكبر كمية ممكنة من السكر و يصبح المزيج ذا قوام عجيني مركز لا يعلق بالأصابع تصنع منه أقراص بسماكة سنتيمتر واحد و قطر يتراوح بين الخمس عشرة و العشرين سم و توضع هذه الأقراص بين الاطارات و الغطاء الداخلي للخلية ليتغذى النحل عليها
و الكاندي السكري و يصنع باذابة كميات متزايدة من السكر بالتسخين حتى يصبح كقوام كاندي العسل و يقدم للنحل كما في الطريقة الآنفة الذكر و يفضله المربون لقلة كلفته و نظافته و خلوه من الأمراض التي قد تنتقل من طائفة لأخرى عن طريق كاندي العسل
و أما المحاليل السكرية فانها محاليل مركزة تصنع من السكر المضاف الى الماء الساخن بنسب متساوية دون درجة الغليان مع التقليب المستمر حتى يذوب السكر جميعه يضاف اليها غرام من ملخ الليمون و غرامين من ملح الطعام لكل خمسة كيلوغرامات من السكر لمنع التبلور ثم يترك ليبرد و يقدم الى النحل بواسطة الغذايات فيقبل عليه النحل كثيرا و هو دافئ
و ينصح الباحث مانلي باضافة مادة الثيمول كمادة حافظة للشراب السكري و يحسن وضع الغذايات مساء في مكان قريب جدا من النحل فاذا كانت الخلية مؤلفة من طابق واحد وضعت الغذاية في أعلى الأقراص أو على قمة الاطارات للدور الأخير اذا احتوت على أكثر من دور ثم ترفع هذه الغذايات عند الصباح و تختلف طريقة الاستعمال تبعا لنوع الغذاية
و التغذية الشتوية بالمحاليل السكرية يجب أن تكون محاليل مكثفة تقدم للنحل في أواخر الخريف دفعة واحدة ما أمكن ذلك أما اذا اضطر المربي لتغذية بعض الطوائف المصابة بالجوع أثناء فصل الشتاء فان عليه أن يستخدم الكاندي كي لا يعرض النحل لتأثيرات البرد القارس
التغذية البروتينية:
من الضروري تأمين التغذية البروتينية الطبيعية لطوائف النحل شتاء و ذلك بنقل الاطارات المحتوية على حبوب اللقاح pollen من الخلايا الفتية القوية الى الخلايا الضعيفة الفقيرة قبل حلول فصل الشتاء
و يمكن الحصول على حبوب الطلع هذا أثناء موسم النشاط بوضع مصيدة حبوب الطلع التي هي عبارة عن حاجز شبكي يحتوي على خمس و عشرين فتحة في البوصة المربعة على مدخل الخلية و عند رجوع العاملات محملات بحبوب اللقاح فانها تفقد جزءا مما تحمله على جسدها و أرجلها أثناء مرورها خلال هذه الشبكة فتسقط  هذه الحبيبات في اناء صغير تجمع منه لمثل هذه الحالات
هذا و تتوفر في الأسواق عبوات تحتوي على حبوب اللقاح زنة خمسين غراما عند الحاجة اليها يمكن تأمينها من الأسواق المحلية
أما اذا لم تتوفر الكمية الكافية من حبوب اللقاح فيمكننا الاستعاضة عنها بالمواد البروتينية النباتية كالفول و الحمص و الحنطة و غيرها و ذلك اما على شكل معاجين او كطحين عادي

0 التعليقات: